قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا حسن بن موسى، حدثنا يحيى بن دينار، حدثنا معاوية بن قرة قال: أتينا الحسن فسألناه: أي العبادة أشد؟ قال: فقال قائل منا: أشد العبادة الجهاد في سبيل اللَّه، وقال قائل: أشد العبادة الصلاة، وقال قائل: أشد العبادة الزكاة، وقال قائل: الصيام.
قال: فقلت بيني وبين نفسي: لأكلمنه.
قال: قلت: يَا أبا سعيد، إنِّي لم أجد من العبادة أشد من الورع، فقال: لا أبا لك، فهل ينتفع بشيء من هذا إلَّا بالورع.
قال: فقال الحسن: إنِّي لم أجد من العبادة شيئًا أشد من الصلاة في جوف هذا الليل.
"الزهد" ص 317
قال المروذي: قال أبو عبد اللَّه: قال بشر بن الحارث: سمعتُ المعافى بن عمران يقول: كان عشرة فيمَنْ مضى من أهل العلم ينظرون في الحلال النظر الشديد، لا يدخلون بطونهم إلا ما يعرفون من الحلال، وإلا استفوا التراب، ثم عد: بشر وإبراهيم بن أدهم. وسليمان الخواص، وعلي بن الفضيل. وأبو معاوية الأسود، ويوسف بن أسباط، ووهيب بن الورد، وحذيفة -شيخ من أهل حران- وداود الطائي، فعد عشرة كانوا لا يدخلون بطونهم إلَّا ما يعرفون من الحلال، وإلا استفوا التراب.
"الورع" (36)
ونقل المروذي عنه: عن أم عبد اللَّه -أخت شداد بن أوس- أنها بعثت إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بقدح لبن عند فطره، وذاك في طول النهار وشدة الحر، فرد