اللِّقاءِ، بَكّاءً عِنْدَ الذِّكْرِ- عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النّاجِيِّ، عَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قال: كُنْتُ في حَلْقَةٍ مِنْ الأَنْصارِ، وإِنَّ بَغضَنا لَيَسْتَتِرُ بِبَعْضٍ مِنْ العُرْيِ، وقارِئٌ لَنا يَقْرَأُ عَلَيْنا، فَنَحْنُ نَسْمَعُ إلى كِتابِ اللَّهِ عز وجل؛ إِذ وقَفَ عَلَيْنا رَسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وقَعَدَ فِينا، لِيَعُدَّ نَفسَهُ مَعَهُمْ، فَكَفَّ القارِئُ، فَقال: "ما كُنْتُمْ تَقُولُونَ؟ " قال: قُلْنا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كانَ قارِئٌ لَنا يَقرَأُ عَلَيْنا كِتابَ اللَّهِ عز وجل، فَقال رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِيَدِهِ وحَلَّقَ بِها يُومِئُ إِلَيْهمْ أَن تَحَلَّقُوا، فاسْتَدارَتِ الحَلْقَةُ، قال: فَما رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَرَفَ مِنهُمْ أَحَدًا غَيْرِي، قال: فَقال: "أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الصَّعالِيكِ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِياءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ، وذَلِكَ خَمْسُمِائَةِ عامٍ" (?).
"الزهد" ص 47 - 48
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الوهَّاب، عن سعيد، عن قتادة قال: ذكر لنا أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- دخل على أهل الصفة وكان يجتمع بها فقراء المسلمين وكانوا يرقعون ثيابهم بآدم، ولا يجدون رقاعا، فقال: "أنتم اليوم خير، أو يوم يغدو أحدكم في حلة، ويروح في أخرى، وتغدو عليه جفنة، ويراح عليه بأخرى، ويستر بيته كما تستر الكعبة؟ " قالوا: لا، بل نحن يومئذ خير فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا، بل أنتم اليوم خير" (?).
"الزهد" ص 48