قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل بن صالح بن رستم، عن حميد بن هلال قال: قال مطرف بن الشخير: تعجبون أنتم ممن هلك، وأعجب أنا ممن نجا، إن ابن آدم أول زكمة خلق منها من ضعف، وجعلت الدنيا شهوات، وأحضرت الأنفس الشح، وابتلي بالسراء والضراء، فإن كانت سراء كان بلاء، وإن كان ضراء كانت بلاء، ويوكل به عدو يراه من حيث لا يراه، قال: ثم يقبل على القوم فيقول: واللَّه لو أن أحدكم طلب صيدا فجعل يراه من حيث لا يراه لأوشك أن يظفر به.
وقال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير قال: ما المجتهد الآن إلا كاللاعب فيما مضى.
"الزهد" ص 454