قال المَرُّوذِي: قُلْت لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: لا يَزال الرَّجُلُ يُقالُ لَهُ فِي وجْهِهِ: أَحْيَيْت السُّنَّةَ؟
قال: هذا فَساد لِقَلْبِ الرجُلِ.
"الآداب الشرعية" 3/ 437
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا أمية بن شبل، عن عبد اللَّه بن وهب، لا أعلمه إلا ذكره عن أبيه -شك أبو محمد: إن عابدًا من بني إسرائيل كان في صومعة يتعبد، فإذا نفر من الغواة قالوا: لو أنا استنزلناه بشيء. فذهبوا إلى امرأة بغي، فقالوا لها: تعرضي له، قال: فجاءته في ليلة مظلمة مطيرة، فقالت: يا عبد اللَّه، آوني إليك وهو قائم يصلي، ومصباحه ثاقب، فلم يلتفت إليها، فقالت: يا عبد اللَّه، الظلمة والغيمث، آوني إليك، قال: فلم تزل به حتى أدخلها إليه، فاضطجعت، وهو قائم يصلي، فجعلت تتقلب، وتريه محاسن خلقها، حتى دعته نفسه إليها، فقال: لا واللَّه، حتى انظر كيف صبرك على النار. فدنا من المصباح فوضع إصبعا من أصابعه فيه، حتى احترقت، قال: ثم رجع إلى مصلاه، فدعته نفسه أيضا، فعاد إلى المصباح، فوضع إصبعه أيضا حتى احترقت، قال: ثم رجع إلى مصلاه، فدعته نفسه أيضا، فلم يرعه وهو يعود إلى المصباح حتى احترقت أصابعه، وهي تنظر إليه، فصعقت فماتت، قال: فلما أصبحوا، غدوا لينظروا ما صنعت، قال: فإذا هي ميتة، قال: فقالوا: يا عدو اللَّه، يا مرائي، وقعتَ عليها، ثم قتلتَها. قال: فذهبوا به إلى ملكهم، وشهدوا