قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت الحسن قال: حضر باب عمر بن الخطاب سهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، وأبو سفيان بن حرب، ونفر من قريش من تلك الرءوس، وصهيب، وبلال، وتلك الموالي الذين شهدوا بدرًا، فخرج إذن عمر فأذن لهم، وترك هؤلاء، فقال أبو سفيان: لم أر كاليوم قط، يأذن لهؤلاء العبيد ويتركنا على بابه ولا يلتفت إلينا! قال: فقال سهيل بن عمرو -وكان رجلا عاقلًا- أيها القوم، إني واللَّه لقد أرى الذي في وجوهكم، إن كنتم غضُابا فاغضبوا على أنفسكم، دعي القوم ودعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، فكيف بكم إذا دعوا ليوم القيامة وتركتم، أما واللَّه لما سبقوكم إليه من الفضل مما لا ترون أشد عليكم فوتا من بابكم هذا الذي ننافسهم عليه، قال: ونفض ثوبه وانطلق، قال الحسن: وصدق واللَّه سهيل لا يجعل اللَّه عبدًا أسرع إليه كعبدٍ أبطأ عنه.
"الزهد" ص 142
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: قال أبو الدرداء: البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديان لا ينام، فكن كما شئت؛ كما تدين تدان.
"الزهد" ص 176