أَو في المباحث الفقهية، أَو في الحقائق الوجدانية.

وعلى هذا الأصل اعتقدنا في الشَّيخ الأجل محيي الدِّين محمَّد بن عليّ بن العربي، وفي الشَّيخ المجدد أَحمد بن عبد الأحد السهرندي أنهما من صفوة عباد الله، ولم نلتفت إِلى ما قيل فيهما (?). وكذلك ابن تَيْمِيَّة، فإِنّا قد تحققنا من حاله أّنَّه عالم بكتاب الله ومعانيه اللغوية والشرعية، وحافظ لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثار السلف، عارف بمعانيها اللغوية والشرعية، أستاذ في النحو واللغة، محرر لمذهب الحنابلة فروعه وأصوله، فائق في الذكاء، ذو لسان وبلاغة في الَّذب عن عقيدة أهل السنة، لم يؤثر عنه فسق ولا بدعة، اللهم إِلاَّ هذه الأمور الَّتي ضُيِّق عليه لأجلها، وليس شيءٌ منها إِلاَّ ومعه دليله من الكتاب والسنة وآثار السلف. فمثل هذا الشَّيخ عزيز الوجود في العالم، ومن يطيق أّنْ يلحق شأوه في تحريره وتقريره؟ والذين ضيَّقوا عليه ما بلغوا معشار ما آتاه الله تعالى، وإن كَانَ تضييقهم ذلك ناشئًا من اجتهاد، ومشاجرة العلماء في مثل ذلك ما هي إِلاَّ كمشاجرة الصَّحابة فيما بينهم، والواجب في ذلك كف اللسان إِلاَّ بخير.

وقد ذكر أّنَّه قال: إِنَّ الله تعالى فوق العرش، والتحقيق أَنَّ في هذه المسألة ثلاث مقامات:

أحدها: البحث عما يصح إثباته للحق توقيفًا وعمّا لا يصح توقيفًا، والحق في هذا المقام أَنَّ الله تعالى أثبت لنفسه جهة الفوق، وأن الأحاديث متظاهرة على ذلك، وقد نقل التِّرمذيّ ذلك عن الإمام مالك ونظرائه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015