وكيف تحذر من شيءٍ تزلّ به ... أنت التقيّ فماذا الخوفُ والحذرُ؟

وقال زين الدِّين عمر بن الوردي يرثيه:

عَثَا في عرضه قومٌ سِلاطٌ ... لهم من نَثْر جوهره التقاطُ

تقي الدِّين أَحمد خيرُ حبرٍ ... خُروق المعضلات به تُخاطُ

توفّي وهو محبوسٌ فريدٌ ... وليس له إِلى الدنيا انبساطُ

ولو حضروه حين قضى لألفوا ... ملائكةَ النعيمِ به أَحاطوا

فيالله ماذا ضمَّ لحدٌ ... ويالله ما غطَّى البلاط

هم حسدوه لمّا لم ينالوا ... مناقبه فقد مكروا وشاطوا

وكانوا عن طرائقه كُسالى ... ولكن في أَذاه لهم نشاط

وحَبْسُ الدُّرِّ في الأصداف فخر ... وعن الشيخ بالسجن اغتباط

بآل الهاشمي له اقتداء ... فقد ذاقوا المنون وما تواطوا

إمام لا وِلاية كان يرجو ... ولا وقف عليه ولا رِباط

ولا جَاراكمُ في كسْبِ مالٍ ... ولم يُعهَد له بكمُ اختلاطُ

سيظهر قصدكم يا حابسيه ... ونيتكم إذا نُصب الصراط

فهاهو مات عنكم واسترحتم ... فعاطوا ما أردتم أن تُعاطوا

وحلوا واعقدوا من غير رد ... عليكم وانطوى ذاك البساط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015