والشيخ عماد الدين الواسطي كَانَ يعظمه جدًّا، وتلمذ له، مع أَنَّه كَانَ أسن منه. وكان يقول: قد شارف مقام الأئمة الكبار، ويناسب قيامه في بعض الأمور قيام الصديقين.

وكتب رسالة إِلى خواص أصحاب الشَّيخ يوصيهم بتعظيمه واحترامه، ويعرِّفهم حقوقه، ويذكر فيها: أَنَّه طاف أعيان بلاد الإسلام، ولم ير فيها مثل الشَّيخ علمًا وعملاً، وحالاً وخلقًا واتباعًا، وكرمًا وحلمًا في حق نفسه، وقيامًا في حق الله تعالى، عند انتهاك حرماته. وأقسم على ذلك بالله ثلاث مرات.

ثمَّ قال: أَصدق الناس عقدًا، وأصحهم علمًا وعزمًا، وأنفذهم وأعلاهم في انتصار الحق وقيامه، وأسخاهم كفًّا، وأكملهم أتباعًا لنبيه محمَّد صلى الله عليه وسلم. ما رأينا في عصرنا هذا من تستجلى النبوة المحمدية وسننها من أَقواله وأَفعاله إِلاَّ هذا الرَّجل، بحيث يشهد القلب الصحيح: أَنَّ هذا هو الاتباع حقيقة.

ولكن كَانَ هو وجماعة من خواص أصحابه ربما أنكروا من الشَّيخ كلامه في بعض الأئمة الأكابر الأعيان، أَو في أهل التخلي والانقطاع ونحو ذلك.

وكان الشَّيخ رحمه الله لا يقصد بذلك إِلاَّ الخير، والانتصار للحق إِن شاء الله تعالى.

وطوائف من أئمة أهل الحديث وحفاظهم وفقهائهم: كانوا يحبون الشَّيخ ويعظمونه، ولم يكونوا يحبون التوغل مع أهل الكلام ولا الفلاسفة، كما هو طريق أئمة أهل الحديث المتقدمين، كالشافعي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015