سنة (718)
قال الشَّيخ علم الدين: وفي يوم الخميس منتصف ربيع الأوّل اجتمع قاضي القضاة شمس الدين بن مُسَلَّم بالشيخ الامام العلاّمة تقي الدين ابن تَيْمِيَّة، وأشار عليه في ترك الإفتاء في مسألة الحَلِف بالطلاق، فقبل الشَّيخ نصيحته، وأجاب إِلى ما أشار به، رعاية لخاطره وخواطر الجماعة المفتين.
ثمَّ ورد البريد في مستهلّ جمادى الأولى بكتاب من السلطان فيه منع الشَّيخ تقي الدين من الافتاء في مسألة الحلف بالطلاق. وانعقد بذلك مجلس. وانفصل الحالُ على ما رسم به السلطان. ونودي به في البلد.
وكان قبل قدوم المرسوم قد اجتمع بالقاضي ابن مسلَّم الحنبلي جماعة من المفتين الكبار، وقالوا له أَنْ ينصح الشَّيخ في ترك الإفتاء في مسألة الطلاق، فعلم الشَّيخ نصيحته، وأَنَّه إِنَّما قصد بذلك ترك ثوران فتنة وشرّ.
سنة (719)
ولما كَانَ يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من شهر رمضان اجتمع القضاة وأعيان الفقهاء عند نائب السلطنة بدار السعادة، وقريء عليهم كتاب من السلطان يتضمّن منع الشَّيخ تقي الدين ابن تَيْمِيَّة من الفتيا بمسألة الطلاق. وانفصل المجلس على تأكيد المنع في ذلك.
سنة (720)
وفي يوم الخميس ثاني عشري رجب عُقد مجلس بدار السعادة