بالقياس ويبرهنها ويناظر عليها وينقل فيها الخلاف ويطيل البحث أسوةَ من تقدمه من الأئمة فإِنْ كَانَ أَخطأ فله اجر واحد وإن كَانَ أصاب فله أجران. وكان أبيض أسود الرأس واللحية قليل الشيب، شعره إِلى شحمة أذنيه، كأن عينيه لسانان ناطقان، رَبْعةٌ من الرجال، بعيدَ ما بين المنكبين، جهوريّ الصوت فصيح اللسان سريع القراءة تعتريه حدة ثمَّ يقهرها بحلم وصفح؛ توفي محبوسًا في قلعة دمشق على مسألة الزيارة؛ وكانت جنازته عظيمة إِلى الغاية، ودفن في مقابر الصوفية، صلّى عليه الشَّيخ علاء الدين قاضي القضاة القونوي ولم يصلِّ عليه جمال الدين بن جملة. انتهى كلام الشَّيخ شمس الدين.

قلت: رحمهم الله أجمعين، هم الآن قد رأوا عين اليقين، فيما كانوا فيه يختلفون، وما أظنه رأى مثله في الحافظة والاطلاع وأَرى أن مادته كانت من كلام ابن حزم حتَّى شناعه على من خالفه، وكان مغرًى بسبّ ابن عربي محيي الدين والعفيف التلمساني وابن سبعين وغيرهم من الَّذين ينخرطون في سلكهم وربما صرح بسب الغزالي وقال: هو قلاووز (?) الفلاسفة، أَو قال ذلك عن الإمام فخر الدين. سمعته يقول: الغزالي في بعض كتبه يقول: «الروح من أمر ربي» وفي بعضها يدسّ كلام الفلاسفة ورأيهم فيها؛ وكذلك الإِمام فخر الدِّين الرازي كَانَ كثير الحط عليه؛ وكان مسلطًا على هؤلاء الفقراء الأحمدية واليونسية والقرندلية (?) وغيرهم من هؤلاء المبتدعة. حُكي لي أَنَّه جاء إِليه بعض الأحمدية وقال ما يقولونه على العادة في دخول التنور من بعد ثلاثة أيام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015