زين الدين المالكي فأشرط عليه قاضي القضاة أن يتوب عما تقدم من الكلام فيه ويتوب عنه ولا يعود إليه، فقال السلطان: قد تاب وانفصل المجلس على خير، وسكن الشيخ تقي الدين بالقاهرة ببعض القاعات، وتردد الناس إليه واستمر إلى أن توجه السلطان إلى الشام في سنة ثنتي عشرة وسبع مئة، فتوجه بِنيَّة الغزاة، وأقام بدمشق إلى أن سطرنا هذه الأحرف في سنة خمس وعشرين وسبعمائة، وكان له في غضون هذه المدة بدمشق وقائع نذكرها في مواضعها إن شاء الله تعالى، ولنرجع إلى تتمة سياقة الحوادث في سنة خمس وسبعمائة.

ذكر اعتقال الشيخ تقي الدين ابن تيمية

وفي هذه السنة (?) - في يوم الاثنين السادس من شعبان - اعْتُقِل الشيخ تقي الدين أحمد بن تَيْميَّةَ بقلعة دمشق المحروسة، حسب الأمر الشريف السلطاني، واعْتُقِل معه أخوه زين الدين عبد الرحمن، ومنع من الفُتْيا واجتماع الناس به.

وسبب ذلك: أنه أفتى أنه لا يجوز زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا قبر إبراهيم الخليل، ولا غيرهما من قبور الأنبياء والصالحين (?)، وتوجه بعض أصحابه وهو الشمس محمد بن أبي بكر إمام المدرسة الجَوْزية (?) في هذه السنة لزيارة البيت المقدس، فرقى منبرًا في حرم القدس الشريف، ووعظ الناس وذكر هذه المسألة في أثناء وعظه، وقال: ها أنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015