تعالى هلاكك. . .، إلى غير ذلك مما قاله في وقت خروجه، فالتزم الأمير سيف الدين الطنقش أنه عند وصوله إلى دمشق لا يبيت ابن تيمية بها، ويرسله إليه.

ثم لم يقنع قاضي القضاة بذلك إلى أن اجتمع بالأمراء، وجدَّد معهم الحديث في أمر تقي الدين، فاقتضى ذلك إرسال الأمير حسام الدين لاجين العمري أحد الحُجَّاب بالأبواب السلطانية إلى دمشق بمثالٍ شريف سلطاني بطلبه، فتوجه ووصل إليها في خامس شهر رمضان.

هذا هو السبب الموجب لطلبه وانحمال قاضي القضاة زين الدين المالكي عليه، نقلتُه عن مشاهدةٍ واطلاع.

واتفق في هذه المدة له وقائع بدمشق، نحن نوردها ملخَّصة بمقتضى ما أورده الشيخ شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزري في «تاريخه» (?) ليجمع بين أطراف هذه الحادثة أسبابها بمصر والشام، وهو أنه لما كان في يوم الاثنين امن شهر رجب عُقِد مجلس بين يدي نائب السلطنة بدمشق حَضَره القضاة والعلماء والشيخ تقي الدين المذكور وسُئل عن عقيدته، فأملى شيئًا منها ثم أَحضر عقيدته «الواسطية» وقرئت في المجلس وحصل البحث في مواضع منها، وأُخِّرت مواضع إلى مجلس آخر، ثم اجتمعوا في يوم الجمعة ثاني عشر الشهر، وحصل البحث وسُئل عن مواضع خارجة عن العقيدة، ونُدِب للكلام معه الشيخ صفي الدين الهندي، ثم عدل عنه إلى الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني، فبحث معه من غير مسامحة، فأشهد الشيخ تقي الدين على نفسه من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015