ولا يصلى خلفهم. وكان يغلظ في أمرهم.

وبلغ نور الدين بن زنكي حالهم وماهم عليه، فسأل العلماء في قتالهم وأخذ البلاد منهم، فأفتاه العلماء بذلك، وكتبت بذلك محاضر، وأثبتت على الحكام. فسيّر صلاح الدين ومعه جيش عظيم فغزاهم وفتح البلاد منهم.

وبعض الجهال يظن أن بني عبيد كانوا شرفاء من ذرية فاطمة وأنهم كانوا صالحين، وإنما كانوا زنادقة ملاحدة قرامطة باطنية وإسماعيلية ونصيرية، ومن عندهم طلع الرفض إلى الشام، وإلا قبل ذلك ما كان يعرف الرفض في الشام. وبقاياهم في ديار مصر إِلى اليوم.

وكانت قصورهم بين القصرين. وكانوا ينادون «كل من لعن وسب، فله دينار وأردب». فبينما إنسان منهم يلعن عائشة، وإنسان مغربي أنكر عليه، فتحاملوا إِلى عند الحاكم، فقال له الحاكم: «لم أنكرت عليه!» قال له المغربي: «إن امرأة جدي اسمها عائشة، وقد ربتني وأحسنت إليَّ، فلما سمعته يلعنها ما هان عليَّ». فقال له الحاكم: «ذا ما يلعن امرأة جدك أنت، ذا يلعن امرأة جدي أنا». فقال له المغربي: «منك إِليه!».

ورأيت رجلاً من أهل القاهرة جاء إِلى الشيخ بالقاهرة بعد مجيئه من إسكندرية فقال له: «إن أبي حدثني عن أبيه أن هذا المشهد بناه بنو عبيد، وأن رأس الحسين ما جاء إلى ديار مصر، لكن جرت لي واقعة. أني وأنا صغير كنت أجري فوق سطح هذا المشهد، وماله عندي حُرْمة بما حدثني أبي عنه، فبينما أنا نائم ليلة وأنا أرى عجوزًا زرقاء العينين شمطاء الرأس، ومعها قيد، فحطته في رجلي وقالت: تتوب ولا تعود تجري فوق سطح المشهد؟ فقلت: التوبة، التوبة، مابقيت أعود. فقعدت وأنا مرعوب».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015