513-[485] حدثنا بحر، ثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث؛ أن بكر بن سوادة الجذامى حدثه؛ أن زياد بن نعيم الحضرمي حدثه؛ أن وفد كندة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم جمدٌ.
فبينا هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل رجل فقال:
ظلمت يا رسول الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفلح المظلومون)) .
-[297]-
فقالوا: ما رأينا كذا قط إن منا من رجل يحب أن يظلمه أحد، وهذا يقول: أفلح المظلومون، فخرجوا مغضبين.
وقالوا: فأخذت جمداً اللقوة، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سيد الناس يا رسول الله، ادع الله له.
فقال: ((لم أكن لأفعل، ولكن خذوا فسله فاقلبوا مآقي عينيه أو في شفره فاكووه بها، فإنها شفاؤه وهي مصيره، الله أعلم بما قلتم حين أدبرتم)) .
قالوا: أرأيت أكلتنا في الجاهلية يا رسول الله؟ قال: ((هي لكم حتى ينزعها الله منكم)) .
-[298]-
قالوا: أقد أتيتنا قال: ((ليأتين عليكم زمان ترضون بالكفاف)) .
قالوا: فتحيتنا، قال: ((جاء الله بخير من ذلك، السلام)) .
ثم ارتد جمدٌ، فقتل كافراً بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال عمرو: وحدثني كعب ابن علقمة أنهم قالوا: أتينا هذا الغلام المضري فما سألنا شيئاً إلا أعطاناه حتى لو أردنا أن نأخذ بأذنه لفعلنا.
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((لعن الله جمداً)) وأبضعة وأخته العمردة)) .