قال مالك: لا يعبر الرؤيا إلا من أحسنها، فإن رأى خيرًا أخبره، وإن رأى مكروهًا فليقل خيرًا أو ليصمت.
قيل: فهل يُعبرها على الخير وهي عنده على المكروه بقول من قال: إنها على ما أولت؟
قال: لا، والرؤيا من أمر النبوة، فيتلاعب بأمر من أمر النبوة، وقد قال الصديق (رضي الله عنه) في رؤيا عائشة لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أحد أقمارك [31 ب] وهو كبيرها وتلك العبارة عنده، وكره أن يتكلم أولاً، وقال خيرًا ولو كان أحد ينبغي أن يصرف التأويل إلى غير وجهه لابتغى لصرف ذلك أبو بكر بتأويل يقي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يرَ ذلك جائزًا، وقال: خيرًا إن شاء الله. وسكت.
قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (إن من الشعر [حكمة]، وإن من البيان لسحرًا).
وقال: (لأن يمتليء جوف أحدكم قيحًا خير له من أن يمتليء شعرًا).