واستمرّ هذا الطور السرّي للدعوة ثلاث سنين!
ولا يفوتنا أن نذكر دار الأرقم بن أبي الأرقم التي كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يلتقي فيها سرًّا بالداخلين في (الدّين القيّم)، هي الدار المعروفة الآن بـ (دار الخيزران) عند الصفا، كما قال الشامي (?)!
ولم يكن الأرقم معروفاً بإسلامه، وهو من بني مخزوم التي تحمل لواء التنافس والحرب ضد بني هاشم، ويستبعد أن يلتقي الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذه الدار التي هي في قلب العدوّ، وقد كان الأرقم فتىً صغيراً عندما أسلم ومن ثم تنصرف الأذهان إلى منازل كبار الصحابة (?)!
وهذه المنطقة تشتد فيها حركة الناس بصورة واضحة، مما يصعب معه إدراك وجود حركة خاصة بأناس يجتمعون في هذه الدار!
وهذه الدار دعيت (دار الإسلام) تصدّق بها الأرقم على ولده، الذي قضى أنها محرّمة بمكانها من الحرم، لا تباع ولا تورث، ولم تزل هكذا حتى كان زمن أبي جعفر (?)!
وفي سياسة الاستسرار -كما أسلفنا- مشروعيّة الأخذ بالحيطة، والأسباب الظاهرة، وما يقرره العقل السليم من الوسائل التي ينبغي أن تتخذ من أجل