يجعل رسالته، وقد فطرك على أفضل ما فطر عليه أحدًا من خلقه، فلن يخزيك أبدًا، ولن يحزن قلبك العظيم بوقوع شيء مما تشفق منه وتخافه على نفسك، لأنّ فيك من خصال الجبلّة الكماليّة، ومحاسن الأخلاق الرضيّة، وفضائل الشيم المرضيّة، وأشرف الشمائل العليّة، وأكمل النحائز الإنسانيّة ما يضمن لك الفوز، ويحقّق لك النُّجح والفلاح، وستظفر بطلبتك، وتؤدّي رسالتك، ويخلد ذكرك!
فأنت الصدوق المصدّق، وأنت الصادق الأمين تصدق الحديث سجيّة، فلا يرد لك قول بشبهة مجانبة الحقيقة والواقع، فإذا قلت قالت الدنيا من حولك: صدقت، فما جرّب عليك أحد كذبًا، فلا يماريك أو يجادلك فيما تقول ممارٍ أو مجادل!
كيف وقد عرف لك ذلك قومك على صلفهم وعنجهيّتهم، وخلافك عليهم في عوائدهم ووثنيّتهم، فدعوك بينهم (الأمين) لا يعرفون لك لقبًا غيره، وقد جهروا علانية في جمعهم معترفين له بهذه الخصلة النبيلة، خصلة الصدق في الحديث، شاهدين على أنفسهم له بها، حينما جمعهم لينذرهم، قيامًا بأمر الله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214]!
فقد روى الشيخان وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (?): لمّا