وما من نعمة ولا تكريم بعد هذه النعمة، وذلك التكريم!
وأين تذهب صلاة البشر وتسليمهم بعد صلاة الله العليّ، وصلاة الملائكة في الله الأعلى؟
إنما يشاء الله تشريف المؤمنين بأن يقرن صلاتهم إلى صلاته وأن يصلهم عن هذا الطريق بالأفق العلويّ الكريم، الأزليّ القديم!
وما يكاد المسلم ينتهي من صلاته حتى يسلّم عن يمينه وعن شماله!
يروى أحمد وغيره بسند صحيح عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسلِّم على يمينه، وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله" حتى يُرى -أو نرى- بياض خدّيه! (?)
وما يكاد ينتهي من التسليم حتى يدعو بهذا الدعاء الذي رواه مسلم وغيره عن عائشة قالت: كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إِذا سلّم لم يقعد إِلا مقدار ما يقول: "اللهم! أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإِكرام".
وفي رواية: "يا ذا الجلال والإِكرام" (?).