الكِبْرياءُ في السمواتِ والأرضِ وهو العزيزُ الحكيمُ، والحمد للهِ الذي له ما في السمواتِ وما في الأرضِ وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير، أحمده سبحانه على جميل خيراته، وحُسن نعمه وآلائه، وفضل جُودِهِ وإحسانِهِ، فهو سبحانَهُ المتفضل على عباده ليل نهار، والمسبغُ عليهم بكل أنواع الخيرات، القائلُ سبحانه: {أليسَ اللهُ بكافٍ عبده}، وإن من أفضل النعم على العبد معرفة طريق الله عز وجل طريق النجاة في الحال والمآل، وأن يكون له نور يستنير به في ظلمات الضلال، وغواية الفساد، وعمايات الجهالة، ولا يَشكُ عاقل أنه نور العلم النافع، ولاسيما علم ما أُثر عن خير البرية محمدٍ صلى الله عليه وسلم المبعوث للناس كافة، وكفى بدعائه صلى الله عليه وسلم لمن حمل هذا العلم، فقد أخرج الإمام أحمد وأصحاب السنن من حديث جماعة من الصحابة منهم: زيد بن ثابت وأنس وعبد الله بن مسعود وأبى الدرداء وجبير بن مطعم، فأما حديث زيد بن ثابت فقد أخرجه جمع منهم أبو داود فقال: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ *
فينبغي العناية بحفظ السنن لمن أهَّلَهُ الله عز وجل لذلك، رجاء نيل بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الحديث وغيرهُ كان الدافع لإخراج هذا الجامع جعله الله خالصاً لوجهه الكريم، وكان من الأسباب التي دفعتني إلى تصنيف هذا الجامع أن الأحاديث التي كانت تخُرَّج عن طريق الحاكم في المستدرك يُحكم