بصراحة، اذا اعلن بختيار الجمهورية يوم غد فماذا يكون موقفك منه؟ هل تؤيده؟ ام تقف ضده، وبدا الاحراج على وجه الرجل.

وقال: انه لن يفعل هذا. فسألته من جديد: اذا فعل فكرر الخميني كلامه مرة اخرى فكررت عليه القول، سنفرض انه فعل، ماذا يكون موقفك؟ طأطأ الخميني رأسه.

ثم قال بعد برهة انه لن يفعل وسكت وانتهت المحادثات وخرجت من عند الرجل مقتنعا انه لايسمح لاحد ان يلعب دورا بارزا في الثورة بل يريد ان يحتكر كل دور لنفسه، وفي صباح اليوم التالي،

قلت للسيد عباس قلي انا لااجد في المحادثات هذه نجاحا وتقدما وساطلب من السيد ابو الحسن بني صدر ان يتابع الوساطة فهو صديق الرجلين وغادرت باريس إلى الولايات المتحدة الامريكية، وبعد يومين اتصلت بالسيد بني صدر هاتفيا وسألته عن سير المحادثات،

فقال: ان المهمة فشلت وانه سيترك باريس مع الخميني بعد يومين إلى طهران وسألته وعلى متن طائرة واحدة؟ اجاب نعم ثم اضاف قد تسقط الطائرة ونستريح جميعا،

فقلت: والعالم بأسره،

قال: أي والله.

لم تستطع حكومة بختيار مواجهة التيار الحاد الذي كان يعصف بحكومته، فالتيار كان اقوى منه ولم يكن بختيار هو المقصود بالامر بل كان المقصود هو النظام الذي اصبح بختيار جزءا منه، وسقط النظام وسقط معه بختيار، وهكذا فقد الشاه ثاني امل في العودة وبقي الامل الثالث وهو الجيش وقادة الشاه الاوفياء وهذا الامر لم يكن اكثر من (سَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) وتفصيل فشل الجيش في مواجهة الثورة العارمة التي شلت كل مرافق الدولة بما فيها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015