السلطة وشكل دولة مدنية اعتبرها الشعب اوهن من بيت العنكبوت، فلا الاضرابات توقفت ولا اجهزة الدولة تعاونت معه، بل ازداد الوضع السياسي من سيء إلى اسوأ. وبدأ كبار رجال الدولة واعضاء الاسرة المالكة يغادرون ايران حاملين حقائبهم المليئة بالاموال التي نهبوها من الشعب، وفي خلال ستة اشهر تجاوزت رؤوس الاموال التي خرجت من ايران عن طريق البنك المركزي واودعت في النبوك الاجنبية باسم الساسة القدامى واسرة الشاه الفا مليون دولارا.

واخيرا غادر الشاه وملكته ايران بصورة مهينة، وعند سلم الطائرة رأى المودعون دموع الشاه تسيل على وجنتيه وكأنه يودع وداعه الاخير مع وطنه وامته. وعندما عرف الشعب مغادرة الشاه خرج إلى الشوارع عن بكرة ابيه يهلهل ويصفق واهازيج الافراح والابتهاج ملأت الخافقين.

غادر الشاه طهران إلى المغرب بدعوة من الملك الحسن وترك المغرب بعد ايام إلى جزر الباهاما في البحر الكارائيبي ينتظر القضاء والقدر وفي قلبه بصيص امل للعودة إلى البلاد. كانت امال الشاه معلقة على ثلاثة عوامل:

1. تغير السياسة الامريكية نحوه.

2. حكمة بختيار في معالجة الازمة العارمة.

3. قادة الجيش الذين بقوا اوفياء معه إلى الساعة الاخيرة.

وفي اقل من شهر واحد خابت امال الشاه كلها، فلا الامريكان غيروا سياستهم ولا بختيار بقى سيد الموقف والجيش استطاع التحرك، بل الذي اصبح سيد الموقف هو الشعب وحده وهكذا استجابت الاقدار لارادة الشعب الذي لم يخرج من محنته الكبرى الا بعد اللتيا والتي ليبتلي بالطامة العظمى، فكان شأنه كالمستجير من الرمضاء بالنار.

اما تفاصيل الاسباب التي ادت إلى الانهيار التام للملكية وخيبة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015