وقد اتفقت كلمة ابن حزم وأبي عمر بن عبد البر على نقل الإجماع في بطلان صلاة من ترك استقبال الكعبة عمدا. وقد سبق الكلام على ذلك قبيل هذا الحديث الذي كنا بصدد الكلام حوله
(وأما من كان غير مشاهد لها ولم يعرف موضعها فيكفيه أن يستقبل الجهة التي هي فيها لقوله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} وقوله عليه الصلاة والسلام: (ما بين المشرق والمغرب قبلة)
الحديث من رواية أبي هريرة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما
أما الأول فأخرجه الترمذي وابن ماجه من طريق أبي معشر نجيح عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه مرفوعا به
وأبو معشر ضعيف قال الترمذي:
(وقد تكلم بعض أهل العلم في أبي معشر من قبل حفظه)
قلت: لكنه يقوى بمتابعة غيره له بإسناد آخر فقال الترمذي: ثنا الحسن بن أبي بكر المروزي: ثنا المعلى بن المنصور: ثنا عبد الله بن جعفر المخرمي عن عثمان بن محمد الأخنس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا به. وقال:
(حديث حسن صحيح). قال البخاري:
(هو أقوى من حديث أبي معشر وأصح)
قلت: ورجاله ثقات غير شيخ الترمذي: الحسن بن أبي بكر. كذا هو في