والخاصة الملكية لتصريف الاعمال اليومية ويستقبل زوراره من الضيوف ورجال الحكومة وأصحاب الحاجات من الحادية عشر الى الواحدة ثم يتناول طعام الغذاء بعد تأدية صلاة الظهر مباشرة، وكانت الجولة البرية من أحب الرياضات عنده وكان يستقبل بعض زواره قبل صلاة المغرب وبعد صلاة العشاء يتناول الشاي عادة مع موظفي القصر وضيوفه وينام عادة حوالي الحادية عشر مساءً.
وكان يحب المطالعة في مكتبته الخاصة ويعكف عليها طويلاً وأحب ماعنده قراءة القرآن، ودراسة كتب الحديث، ومطالعة كتب التاريخ العام، وكان يحرص في غالب الاحيان على استماع نشرات الاخبار من المذياع.
وكان لايهتم بالمظاهر في تحركاته وقد ذكر السيد عمر فائق شنيب قصة طريفة عندما كان رئيس الديوان الملكي. كان مولانا الملك يريد أن يتوجه من بنغازي الى البيضاء وحضرت سيارات الحرس ولما شاهدنا قبل التحرك قال لي: لا داعي لأن تكن معنا هذه السيارات ونكتفي بسيارة واحدة تحمل بعض الضروريات، وكان قد فاتني أن أصدر هذا الامر الى قائد الحرس وبينما نحن في الطريق لفت نظري الملك الى أمره السابق وقال: لماذا يكون معنا هذا الحرس فقلت له يامولاي إن هذا لم يكن حرس لكم ولكنه محروساً بكم (?).
كان الملك رحمه الله في يوم ربيع 1953م راجعاً من جولته التقليدية ورأى سيارة واقفة بسبب خلل فيها، وكان صاحبها الاستاذ محمد بن عامر، فأمر الملك سائق سيارته أن تقف حتى تلحق به سيارة الحرس وأمر هذه السيارة بأن تعود الى الاستاذ ابن عامر لتحمله حيث شاء (?).
وخرج الملك ادريس ذات مرة في جولته المسائية المعتادة ولم يصحب معه حرساً ودخل الى بعض المزارع في منطقة البيضاء، وعندما دخل الى احدى البساتين وجد صاحب البستان منهمكاً في سقايته فحياه بتحية الاسلام، وكان البستاني لا يعرف