دخول الايطاليين الى الكفرة قامت طائراتهم بقصف واحات الكفرة بقنابلهم الفتاكة فوق السكان العزل حيث قتل عدد كبير من النساء والشيوخ والاطفال، وبعد أن دخلوا الكفرة اطلقوا أيدي جنودهم لمدة ثلاثة أيام للعبث والتخريب في الكفرة فقد اطلقوا بغالهم وخيولهم حيث دوت كل المزروعات فاستولوا على كل المواد الغذائية وقطعان الاغنام والبقر لتموين جنودهم المحتلين دون مقابل وعلاوة على هذا نهبوا اثاث السكان وقسموها على ادارات الجيش الزاحف كذلك ملابس النساء وحليها، هذا قليل من كثير زد على ذلك اعتداءاتهم على حرمات الناس العزل دون وازع من ضمير، وعندما اتجه بعض المشايخ الى قائد الحملة راجين منه اصدار امره الى الجنود بالكف عن هذه الاعتداءات على الناس كان مصيرهم القتل رمياً بالرصاص باعتبارهم خونة، وبالاختصار ان الايطاليين عندما احتلوا الكفرة قاموا بأعمال وحشية لم يسبق ان حدثت في التاريخ حتى في القرون الوسطى عهد الهمجية.
ان قضية الـ 80.000 عربي الذين نقلتهم القوات الغاشمة من اراضيهم الخصبة في الجبل الاخضر الى مناطق جدبة صحرواية لا ماء فيها ولا كلأ، هي منطقة (سرت) كي تموت المواشي جوعاً، وعطشاً. أما البقية فقد استولى عليها الجنود الايطاليون واصبحوا فقراء تدفع لهم الحكومة الايطالية فرنكين عن كل يوم لكل شخص مهما كان عدد عائلته. اما بالنسبة لحلي النساء وملابسها فقد نهبها الجنود الايطاليون، واصبحت العائلات في هوة الفقر سواسية. وفي اثناء مرافقة هذا العدد الضخم من رجال ونساء وأطفال، كان الجنود يسومونهم سوء العذاب وكل من يعجز عن المسير مصيره الموت فيقتلونه ويتركونه يتخبط في دمه.
ان الرجال والشبان الذين تترواح اعمارهم من 15 الى 40 سنة اجبروا على الانخراط في قوات الجيش. واما الصغار الذين تترواح اعمارهم من 14 سنة فقد اخذوا بالقوة من أهليهم وارسلوا الى ايطاليابحجة تعليمهم، ولكن في الحقيقة من اجل تنصيرهم.