كان يشرف على كل منها قائمقام، وقائد جند، وقاض، وجامع ضرائب يجمع حاجاتها من العرب، ومن هنا كان كل دور وحدة عسكرية إدارية قضائية، لالنفسه فحسب ولكن للمنطقة المحيطة به، وكانت الأدوار واسطة لنشر النفوذ السنوسي ومن هنا كان اهتمام إيطاليا بحلها وتعلل الأمير بأن حل هذه الأدوار قد يثير العرب على غير فائدة، ولذلك بدأ أمر بحثها من جديد وانتهى البحث بالأمير والإيطاليين إلى اتفاق جديد بشأنها يعرف باسم (اتفاق بو مريم) الذي تم في 11 تشرين الثاني نوفمبر 1921. ومع أن الفريقين جددا الاتفاق الماضي بشأن حلها فقد رئى أن يؤجل ذلك ليتسنى للإدارة الإيطالية توطيد أركانها في منطقتها، وإلى أن يتم ذلك رئى من المناسب إنشاء (الأدوار المختلطة) على أن يكون ثمة أربعة منها في عكرمة وسلطنة والأبيار وتكنس، فيكون الجنود فيها إيطاليين وسنوسيين، بنسبة خمسة إلى أربعة، و يقوم ضباط إيطاليون بالإشراف على الإيطاليين وضباط سنوسيون بقيادة الجند السنوسي.

والذي يبدو من هذا كله بحسب رأي الإيطاليين أنفسهم، هو أن النفوذ الإيطالي كان في سبيل التقدم من الناحية السياسية.

لكن هذا كان في الظاهر فقط، فهؤلاء الإيطاليون يعترفون بأن إدارة برقة باستثناء المدن، كانت في الواقع في أيدي السنوسييين، إما مباشرة أو بالوساطة وهذه حالة ماكان ليرضى عنها الإيطاليون أبداً، وإن كانوا قد قبلوا بها مؤقتاً، وكان من الطبيعي أن يعود القتال إلى البلاد يوماً ما (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015