جمع تأخير، وهو في عمله هذا يخالف المالكية ويتبع الاحاديث الواردة في قصر الصلاة وجمعها بعد ان اعتقد صحتها (?).

وبعد الشفاء من مرضه اجتهد في الدعوة الى الله وتعليم الناس وارشادهم واقام مدداً متفاوتة في عدد من المدن والقرى فترك في كل منها ركائز وأنصاراً، وقد تميز أسلوبه الدعوي بالبساطة وباتفاقه مع مستواهم العقلي (?).

وواصل ابن السنوسي رحلته براً من سيوه الى جالوا ثم أوجله وكان برفقته الشيخ عمر بوحوا، ومحمد الشفيع، والمهدي الفيلالي ثم توجه الى برقة ونزل على نجع عائلة اللواطي من العواقير، ففرحوا وقاموا باكرامه ورفقائه ورافقوه الى منتجع قبيلة المغاربة فنزل على الشيخ علي لطيوش فأكرم ابن السنوسي ورافقه الى محل يسمى الهيشة مابين سرت ومصراته وهناك قابله آل المنتصر ومعهم اعيان مصراته فدخل معهم إليها وبعد مدة قليلة واصل سيره الى بلدة زليتن ومنها الى طرابلس ونزل في بيت احمد المنتصر وترك عنده بعض الاخوان وولي سفره الى زوارة ودخل حدود تونس (?) وشعرت المخابرات الفرنسية بخطورة ابن السنوسي منذ فترة طويلة وحاولت ان ترصد تحركاته مع الحجيج الجزائري والمغاربة عموماً، فبثت المخابرات الفرنسية عيونها وآذانها على طول الحدود وجاءته الأخبار بذلك وتقرر ان لايواصل شخصياً سيره، وندب محمد بن صادق وحمّله بعض الاموال والاسلحة لتوصيلها الى الأمير عبد القادر الجزائري (?) وعاد الى طرابلس، وتبنى ابن السنوسي دعم حركة الجهاد في الجزائر بالاموال والاسلحة والرجال مااستطاع الى ذلك سبيلا، وقد أوفد في فترات متفاوتة عدداً من تلاميذه النجباء من أمثال محمد بن الشفيع، وعمر الفضيل المعروف بأبي حواء، والشيخ ابو خريص الكزة (?)، وقد نقل محمد الطيب الاشهب عن دوفربيه الفرنسي مايشير الى اعتقاد الفرنسيين بتدخل ابن السنوسي في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015