بمعمعة يشيب الطفل منها ... يضيق لهولها صدر الفلاة
فلم تنظر اذا حققت إلا ... (مدافع) كالصواعق داويات
قنابلها تدك الأرض دكاً ... وتقتلع الجبال الشاهقات
فاخض الارض أموات وجرحى ... ووارى الشمس تصنع العاديات
وكم يوم (ببرقة) مثل هذا ... تسطره تواريخ الثقاة (?)
لقد طاف احمد الشريف بين المدن والقبائل يحض الناس على الجهاد وحمل السلاح ضد الغزاة، وحضر بنفسه في المعارك، ونبه المجاهدين الى ضرورة اعتماد حرب العصابات القائمة على الكر والفر وأكد لهم صعوبة اعتماد الخطط السابقة التي كان الاتراك يعتمدونها خلال المراحل الأولى (?).
انتخب احمد الشريف -رحمه الله تعالى- بعض اعيان الحركة السنوسية ممن اشتهروا بنفاذ الرأي، وجودة العقل، وحسن الخلق، وقوة التدين، والمكانة العالية بين الناس، لرفقته وليكونوا معه في رحلاته لاستشارتهم في الامور الهامة وكان منهم كل من الشيوخ الآتي اسمائهم؛ محمد علي بن عبد المولى، ومحمد الدرقي، ومحمد بن عمور، احمد بن ادريس الأشهب، ومرتضى فركاش (?).
مساعي ايطاليا لاغراء احمد الشريف:
اراد عزيز مصري أن يضعف الصف الجهادي ضد ايطاليا، فسولت له نفسه أن يذهب الى أحمد الشريف ويصور له استحالة المقاومة وضررها، ونفاذ الميرة والذخيرة والأموال واقترح عليه الصلح مع إيطاليا .... وسوف تدفع له لندرة، وروما، وباريس مبلغاً يليق بمقامه وشرفه، وكرامته، وأن تكف فرنسا عن محاربته في الصحراء