وقد حاولت كل من حكومة النمسا - المجر، والحكومة الفرنسية أن تقوما بدور الوساطة لإيقاف الحرب بين كل من الدولة العثمانية وإيطاليا، غير أن مساعيهما لم تلق نجاحاً يذكر في كلا الدولتين (?)، وأمام الازمات الخانقة التي تمر بها الدولة العثمانية رأت حكومة مختار باشا الغازي أن تصل بالمفاوضات مع إيطاليا الى نتيجة حاسمة، فأوفدت وزير الزراعة العثماني وزودته بصلاحيات واسعة وقد وصل المسؤول العثماني الى لوزان في 16 شوال سنة 1330هـ الموافق 27 سبتمبر 1912م، ومع وصوله أخذت المباحثات تدخل في دور حاسم ويتفق الطرفان على الخطوط العريضة لتوقيع الصلح بينهما (?).

كانت العقبة التي لاتلتقي فيها آراء الطرفين المتفاوضين هي الاعتراف العثماني بإلحاق طرابلس بإيطاليا، وانتقال جزر الدوديكانيز الى إيطاليا، فالعثمانيون لا يستطيعون الإعلان صراحة عن إلحاق طرابلس بإيطاليا لأن ذلك يؤثر على مكانتهم في العالم الاسلامي والعربي، أما جزر الدوديكانيز أمراً عسيراُ، إلا أن نذر الحرب في البلقان جعل الدولة العثمانية تعقد هدنة للحرب الدائرة في طرابلس (?)، وتتبعها بعقد معاهدة الصلح المعروفة بمعاهدة لوزان

-أوشي- مع إيطاليا والتي منحت الدولة بموجبها الاستقلال لولايتي طرابلس وبنغازي، ومن ثم أبدت استعدادها لسحب قواتها من هناك.

لقد تم توقيع معاهدة الصلح بين الدولة العثمانية، والحكومة الايطالية في 8 ذي القعدة 1330هـ الموافق 18 أكتوبر 1912م، وحررت موارده الإحدى عشرة في لوزان - سويسرا ووقعه عن الدولة العثمانية كل من: محمد نابي بك، ورومبيوغلو فخر الدين، وعن الحكومة الايطالية كل من: لبترو بروتوليني، وقويدو فوزيناتو، وجوسبي فولبي (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015