نصيبه من الكر والفر والربح والخسارة، فكانت هذه المعارك مدعاة لإثارة روح الهمة والنشاط والأمل بين المجاهدين في الجهات الاخرى، وجعلت أولئك الذين قدر لهم أن يكونوا تحت الطليان يتأهبون للقيام من جديد سيما قبائل أولاد أبو سيف، ففي هذه الأثناء كتبت هذه القبائل ومن حولها الى أحمد الشريف يطلبون منه ايفاد نائباً عنه - يلتفون حوله وينظم صفوفهم، فعين أحمد الشريف أخيه صفي الدين السنوسي نائباً عنه لربط المعسكرات السنوسية بطرابلس والاشراف عليها، كما عين أخيه محمد عابد السنوسي نائباً عنه بمنطقة فزان (?).

سادساً: المجاهد الكبير القائد الشهير صفي الدين السنوسي:

توجه صفي الدين في يوم 13 جمادى الأول عام 1333هـ، وترك اجدابية ليتولى القيادة في الجهات الغربية، فكان لتعيينه فرحة عظيمة لدى القبائل المنضوية تحت لواء الحركة السنوسية، وهي ترى زعمائها يقودون الجيوش بانفسهم، ويتولون الاعمال، ويخوضون ميادين القتال، واستقبلت القبائل في المنطقة الغربية صفي الدين لتشد من أزره وتقوي عزمه، وكان على رأس المستقبلين عبد الله بن ادريس، ثم توجه الى معسكر المجاهدين وكان في استقباله صالح باشا الاطيوش، وتولى الاشراف على أمور المعسكر والمجاهدين، ورتب الأعمال، ثم غادر معسكر المغاربة متجهاً الى معسكر حمد بك سيف النصر، وفي معيته، كل من الشيوخ، صالح البسكري، ومصطفى منينه، ورويفع بن ادريس، وعبد العزيزصهد، وبعد وصول صفي الدين، علمت إيطاليا بوصول نائب احمد الشريف الى جهات سرت من طرابلس، فاستعدت بحملة عظيمة لملاقاته وصده عن مواصلة سيره، إن لم تتمكن من القبض عليه، فعملت كل ماتستطيع عمله من تجهيز هذه الحملة، وتزويدها، بأقوى الاسلحة، فاندلعت معركة عظيمة بين القوات السنوسية والايطالية بموقع (أبي هادي) وكان صفي الدين في مقدمة المجاهدين مصحوباً بابطال الجهاد منهم؛ حمد بك سيف النصر، وعبد الله بن ادريس، وصالح باشا الاطيوش، وأحمد التواتي، وغيرهم من البواسل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015