إن أعداء الاسلام يحاولون أن يرصدوا أي تحرك مفيد للدعوة والمسلمين، ويعملون ليلاً ونهاراً وسراً واعلاناً على التحذير منه، وتشويهه ووضع العوائق في طريقه مهما كلفهم الثمن، يدفعهم ذلك حقدهم الدفين على الاسلام، والمسلمين.

يقول ادرو ساليفو استناداً الى الوثائق الفرنسية: ( .... من المهم أن نوضح أن السنوسية لم تكن مجرد حركة متذمرة ومتعصبة، فهي طريقة اصلاحية تهدف الى احياء الدين الاسلامي، وإرجاعه الى أصوله السلفية، كما تهدف الى تحرير العالم الاسلامي من التبعية الاستعمارية التي سقط فيها. والى جانب ذلك الهدف الديني فإن السنوسية لها هدف آخر سياسي في غاية الأهمية، وهو توحيد أفريقيا الاسلامية أولاً وتوحيد العالم الاسلامي بعد ذلك في أمبراطورية اسلامية جديدة، تتمتع بالأبهة والمجد والعظمة، وخالية من الشوائب التي لحقت بها خلال القرون التي ابتعد فيها العالم الاسلامي عن السنّة النبوية الصحيحة مما أضعفه نتيجة لذلك، وبالاضافة الى الهدف الديني والهدف السياسي هناك أيضاً الهدف الاقتصادي حيث كان (الاخوان) يتنافسون بينهم على أعمال الزراعة والصناعة الخفيفة والتجارة من أي مكان تمد فيه الزوايا السنوسية أعملها ونشاطها (?)، لقد كان الصراع بين فرنسا والحركة السنوسية في افريقيا على أشده، وتميز السنوسيون في جهادهم بقدرتهم على الكر والفر، وكانت قبائل الصحراء، والقبائل الليبية تتمحور حول قيادة الحركة السنوسية، وبدأت قبائل توارق النيجر تتجه شرقاً للالتحاق، بحركة الجهاد، ولم تقع في النيجر أي حوادث تذكر حتى بداية عام 1903م عندما بدأ الفرنسيون يزحفون نحو الشمال (?)، واندلعت المعارك الطاحنة التي كان خلفها اتباع الحركة السنوسية، وكان من أشهر قادة الحركة السنوسية:

أولاً: المجاهد محمد كاوصن:

ولد محمد كاوصن في بلدة (مرقو) حوالي عام 1880م وينتمي الى قبيلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015