وممن أنكر أحاديث المهدي صاحب (دائرة معارف القرن العشرين) (?) محمد فريد وجدي وسار على نفس الخط أحمد أمين في كتابه ضحى الاسلام.
ويبدو أن هؤلاء الكتاب تأثروا بما ذكره المؤرخ ابن خلدون في تضعيفه لأحاديث المهدي، مع العلم أن ابن خلدون ليس من فرسان هذا الميدان حتى يقبل قوله في التصحيح والتضعيف، ومع هذا فقد قال -بعد أن استعرض كثيراً من أحاديث المهدي وطعن في كثير من أسانيدها: (فهذه جملة الأحاديث التي خرّجها الأئمة في شأن المهدي، وخروجه أخر الزمان، وهي كما رأيت - لم يخلص منها من النقد إلا القليل أو الأقل منه) (?).
قال يوسف الوابل في أشراط الساعة تعليقاً على قول ابن خلدون: (ونقول: لو صح حديث واحد، لكفى به حجة في شأن المهدي، كيف والأحاديث فيه صحيحة متواترة) (?).
قال الشيخ أحمد شاكر رداً على ابن خلدون: (إن ابن خلدون لم يحسن قول المحدثين الجرح مقدم على التعديل ولو أطلع على أقوالهم وفقهها، ما قال شيئاً مما قال، وقد يكون قرأ وعرف، ولكنه أراد تضعيف أحاديث المهدي بما غلب عليه من الرأي السياسي في عصره) (?).
ثم بين أن ماكتبه ابن خلدون في هذا الفصل عن المهدي مملوء بالأغاليط في أسماء الرجال ونقل العلل، واعتذر عنه بأن ذلك قد يكون من الناسخين، وإهمال المصححين.
إن ماذهب إليه محمد رشيد رضا وابن خلدون ومحمد فريد رحمهم الله تعالى ليس صواباً، وإنما الحجة في كتاب وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، والروايات