صفحات من التاريخ الاسلامي في الشمال الافريقي (7)
هذا الكتاب يتحدث عن الأثر الدعوي والجهادي للحركة السنوسية في ليبيا، والشمال الافريقي، والصحراء الكبرى، ومالي، والنيجر، وتشاد وغيرها من الدول من خلال سيرة الزعيمين محمد المهدي السنوسي، واحمد الشريف، فالإمام محمد المهدي السنوسي يعتبر الزعيم الثاني للحركة السنوسية، وكانت سيرته مليئة بالدروس والعبر، والعظات، وتوسعت الحركة في زمنه اكثر من اربعة أضعاف على ماكانت عليه وحققت انتصارات عظيمة للاسلام في افريقيا بسبب اخلاصه، وصدقه في الدعوة، وتفانيه في العمل، وشجاعته النادرة، ورجولته الصادقة، وسيرته الرشيدة المستمدة من كتاب الله وسنّة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ففي هذا الكتاب يحاول الباحث ان يجيب القارئ الكريم عن كثير من الاسئلة التي تتعلق بسيرة محمد المهدي السنوسي: كيف طلب العلم؟ وكيف تولى زعامة الحركة؟ وهل كان له مجلس شورى؟ وهل تطورت مؤسسات الحركة في عهده؟ وماهي اسباب نمو الحركة؟ وهل كان هناك اهتمام خاص في زمنه بالمنهج التربوي الجهادي؟ ولماذا هذا الاهتمام؟ وما موقف الدول الأوروبية من الحركة السنوسية؟ وماموقف محمد المهدي من الثورة العرابية في مصر، وثورة محمد احمد في السودان؟ وماموقفه من الدولة العثمانية وفكرة الجامعة الاسلامية؟ وماحقيقة الصراع بين فرنسا والحركة السنوسية؟
هذه الاسئلة وغيرها يجد القارئ لها إجابات من خلال البحث التاريخي.
أما سيرة الزعيم الثالث للحركة السنوسية السيد احمد الشريف السنوسي، فيجد القارئ شيئاً من سيرته في هذا الكتاب الذي يحاول أن يعرّف أبناء الأمة عموماً وليبيا والشمال الافريقي خصوصاً بهذا السيد الصنديد والعالم الجليل، والعابد الخاشع، والمجاهد الشجاع، والمهاجر الحزين بقصته الدعوية، وسيرته الجهادية، وأعماله البطولية سواء ضد فرنسا في تشاد والنيجر ومالي وجنوب الجزائر عبر الصحراء الكبرى، أو ضد إيطاليا في ليبيا أو بريطانيا في مصر، ويجد القارئ الكريم إجابة لكثير من الاسئلة المتعلقة بالسيد احمد الشريف. كيف تولى زعامة الحركة؟ وهل خاض الحروب بنفسه ضد فرنسا؟ ومن هم القادة الذين كانوا معه؟ وماموقفه من الغزو الايطالي؟ وهل وافق على الصلح الذي تم بين تركيا وايطاليا؟ وماهي آثار حملته ضد بريطانيا على حركة الجهاد؟ وماهي الأسباب في هجرته الى تركيا؟ وماموقفه من مصطفى كمال؟ ولماذا هاجر من تركيا؟ وكيف كان استقبال الملك عبد العزيز له؟ ومتى توفى؟
اسئلة كثيرة يحاول الباحث أن يجيب عليها في هذا الكتاب بإذن الله تعالى، والله من وراء القصد والهادي الى سواء السبيل.
الفقير عفو ربه ومغفرته ورحمته
المؤلف