عنيفاً، كما أثر عليهم احتكاكهم بالغرب، واطلاعهم على تقدمه، بالاضافة الى إحساس بعضهم بتخلف المسلمين وانحطاطهم.
ومن هذا نبعت حركات الاصلاح التي تتابعت في العالم الاسلامي منذ النصف الثاني للقرن الثامن عشر، بتأثير عوامل عديدة منها؛ إحساس بعض العلماء الربانيين بسوء الاوضاع في العالم الاسلامي، وتحدي العالم الصليبي الأوروبي للعالم الاسلامي احتلاله أجزاء منه، فقامت حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد، وكان الدافع لها إحساس مؤسسها بإنحطاط المسلمين، وتأخرهم؛ لقد أذن الله سبحانه وتعالى بظهور دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، بعد ما أطبقت الجهالة على الأرض، وخيمت الظلمات على البلاد، وانتشر الشرك والضلال والابتداع في الدين، وانطمس نور الاسلام، وخفي منار الحق والهدى وذهب الصالحون من أهل العلم فلم يبقى سوى قلة قليلة لا يملكون من الأمر شيئاً، واختفيت السنة وظهرت البدعة، وترأس أهل الضلال والأهواء واضحى الدين غريباً والباطل قريباً، حتى لكان الناظر الى تلك الحقبة السوداء المدلهمة ليقطع الأمل في الإصلاح ويصاب بيأس قاتل في اية محاولة تهدف الى ذلك.
فكانت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- تعد البداية الحقيقية لما حدث في العالم الاسلامي من يقظة جاءت بعد سبات طويل، وما تمخض عنها من صحوة مباركة ورجعة صادقة الى الدين (?).
لقد كان أثر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عظيماً في العالم الاسلامي، ويكفي في ذلك أن تكون عقيدة أهل السنّة آخذة في الظهور والزيادة والقوة، بعد أن كانت غريبة ومحاربة في أكثر البلاد، وبدأت الأمة تلتمس كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - لتسير على هدى الاسلام الصحيح في حياتها.
وظهر الامام محمد بن علي السنوسي بدعوته الاسلامية بعد وفاة محمد بن عبد الوهاب