تحت لواء الخلافة العثمانية وقام ابن السنوسي بأرسال مندوباً عن الحركة السنوسية الى استانبول وقام بهذه المهمة الشيخ عبد الرحيم المحبوب شيخ زاوية بنغازي حيث قابل السلطان عبد المجيد وحصل منه على (فرمان) عام 1856م يعفى ملاك الزوايا من الضرائب ويسمح لها بجبي نقود من أتباعها، ونخرج من ذلك كله بأن علاقة ابن السنوسي بالدولة كانت طيبة وحسنة طول إقامته الأولى في برقة. وقد أشار صادق المؤيد لهذا الفرمان الذي لم نعثر على صورة له. ثم سافر الشيخ أبو القاسم العيساوي من طرابلس إلى استانبول وحصل على (فرمان) آخر من السلطان عبد العزيز يؤكد الفرمان الأول، وآتى به إلى حاكم طرابلس (?).

وقد وجد المؤرخ أحمد الدجاني في دار المخطوطات في طرابلس (مرسوم ولائي) من والي طرابلس إلى متصرف الجبل يؤكد على ماتحصل عليه أبو القاسم العيساوي من فرمان من استانبول وقد جاء فيه بعد التحية " وبعد فإن الشيخ العالم ... السيد الحاج بلقاسم العيساوي دام موقراً مرعياً بيده أوامر من أسلافنا الوزراء العظام تشعر بكونه أتى بفرمان عالي الشأن في تعظيمه وإجلاله وتوقيره واحترامه لما تحقق من حسن سيرته وخلوص طريقته وسريرته وفضله وسلوكه مسلك استاذه ذي الهداية والإرشاد موصل السالكين لإدراك المراد، صاحب المقام الأنور الباهر، والنسب العالي الطاهر والكرامات والأسرار السابقة في جميع الأقطار، عين أعيان الأخيار محمد بن علي السنوسي الخطابي الإدريسي ... كما تشعر بأنه أسس زاوية باسم استاذه المشار إليه، قاصداً بذلك نشر العلوم وتعليم أولاد المسلمين وظهور طريقة الاستاذ ليعم النفع والإرشاد، كما تشعر بأن يكون من سائر المأمورين ورفع مقامه وزيادة تعظيمه واحترامه والنظر إليه بعين الكمال والوقار والإجلال ووقاية الطلبة والمهاجرين بالزاوية المذكورة .. وعدم التعدي على الزوار الوافدين عليها .. وإجراؤه هو ووالده وإخوته على ماهم عليه وأن لايقاسون بغيرهم من حيث المطالبة الميرية والاعشار الشرعية وأن لايطالب بميري ولا أعشار .. ) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015