وأما الإمام أحمد فقد أخذ عن الشافعي، فهو شيخه بواسطة، ومناقب هذا الإمام وفضائله رضي الله عنه تخرج عن أن تحصى، ولايمكن فيها الحصر ولا الاستقصاء (?).
وذكر ابن السنوسي المناقب التي اجتمعت لمالك ولم تجتمع لغيره وأسند هذا القول للذهبي فقال:
1 - طول العمر وعلو الرواية.
2 - الذهن الثاقب والفهم وسعة العلم.
3 - اتفاق الأئمة على أنه حجة صحيح الرواية.
4 - تجمعهم على دينه وعدالته واتباعه السنن.
5 - تقدمه في الفقه والفتوى، وصحة قواعده (?).
وذكر ابن السنوسي كلاماً يكتب بماء الذهب اسنده إلى مالك، ليتربى عليه إخوانه وتلاميذه منه:
قول مالك: لايؤخذ العلم من أربعة، ويؤخذ ممن سواهم: لايؤخذ من سفيه، ولامن صاحب هوى يدعو إلى بدعته، ولا من كذاب يكذب في أحاديث الناس، وإن كان لايتهم في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا من شيخ له فضل وصلاح وعبادة، إذا كان لايعرف مايحمل وما يحدث به (?).
وقال مالك: قلّما كان رجل صادق، ولايكذب في حديثه، إلا مُتّع بعقله ولم تصبه مع الهرم آفة، ولاخرف (?).
ومن قوله: القول بالباطل بُعدٌ عن الحق، ولاخير في شيء وإن كثر من الدنيا يفسد دين المرء ومروءته (?).