وقد فصل هذا المعنى الإِمام الشاطبي في الاعتصام:

ومنه قوله: "إن المجتهد" إذا أشكل عليه في الكتاب أو في السنة لفظ أو معنى فلا يقدم على القول فيه دون أن يستظهر بغيره ممن له علم بالعربية، فقد يكون إمامًا فيها ولكنه يخفى عليه الأمر في بعض الأوقات، فالأولى في حقه الاحتياط، إذ قد يذهب على العربي المحض بعض المعاني الخاصة حتى يسأل عنها" (?).

ثم ضرب لذلك مثالين:

الأول: ما نقل عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: كنت لا أدري ما {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (?) حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال

أحدهما: أنا فطرتها أي أنا ابتدأتها" (?).

الثاني: ما روي عن عمر - رضي الله عنه - أنه سأل وهو على المنبر عن معنى قوله تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} (?).

فأخبره رجل من هذيل أن التخوف التنقص وأنشد:

تخوف الرجل منها تامكًا قردًا ... كما تخوف عود النبعة السفن (?)

فقال عمر - رضي الله عنه -: أيها الناس تمسكوا بديوان شعركم في جاهليتكم فإن فيه تفسير كتابكم (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015