الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أيتها النَّفس الطّيبَة اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانَ قَالَ فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِيِّ السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَتَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ قَالَ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلأ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمَّوْنَ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُشَيِّعُهُ مِنْ كل سَمَاء مقربوها حَتَّى ينتهين بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ
وَأَمَّا قَوْلُهُ سَتُفَارِقُ الْمَحْبُوبَاتِ فَجَوَابُهُ مِنْ وَجْهَيْن
أَحدهَا أَنَّ الأَغْلَبَ فِيمَا يُفَارِقُهُ أَنَّهُ يُوشِكُ فِرَاقَهُ خُصُوصًا إِنْ كَانَ شَيْخًا كَبِيرًا فَلا يَنْبَغِي أَنْ يَحْزَنَ لِفِرَاقِ الدُّنْيَا مَنْ لَا يَحْزَنَ
الثَّانِي الرَّجَاءُ بِمُلاقَاةِ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيْكَ وَدَلِيلُ ذَلِكَ أَنَّهُ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُوتُ فَيُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَمَا ذَاكَ إِلا لأَنَّهُ رَاحَةٌ عَظِيمَةٌ
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله ابْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ