كَانَ أَبُو نُوَاسُ لِي صَدِيقًا فَمَاتَ فَرَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ قَالَ غَفَرَ لِي بِأَبْيَاتٍ قُلْتُهَا هِيَ تَحْتَ الْوِسَادَةِ فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ فَإِذَا رُقْعَةٌ فِيهَا شِعْرٌ مَكْتُوبٌ وَهُوَ ... يَا رَبِّ إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثْرَةً ... فَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ عَفْوَكَ أَعْظَمُ
إِنْ كَانَ لَا يَرْجُوكَ إِلا مُحْسِنٌ ... فَمَنِ الَّذِي يَدْعُو وَيَرْجُو الْمُجْرِمُ
أَدْعُوكَ رَبِّ كَمَا أَمَرْتَ تَضَرُّعًا ... فَإِذَا رَدَدْتَ يَدِي فَمن ذَا يرحم
مَالِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ إِلا الرَّجَا ... وَجَمِيلُ عَفْوِكَ ثُمَّ إِنِّي مُسْلِمُ ...
الْحَسَنُ الغلاس رَحِمَهُ اللَّهُ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِر قَالَ أخبرنَا عبد القادر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ أخبرنَا عبيد الله بن عبد الرحمن الزَّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ نَعِيمِ بْنِ الْهَيْضَمِ قَالَ
لَمَّا اشْتَدَّ الأَمْرُ بِحَسَنِ الغلاس طلب مَاء فَشَرِبَ وَقَالَ لَقَدْ أَعْطَانِي مَا يَتَنَافَسُ فِيهِ الْمُتَنَافِسُونَ