مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي قَالَ حَدَّثَنِي يُوسُف بن الْحُسَيْن قَالَ فَتْحُ بْنُ شُخْرُفٍ دَخَلْتُ عَلَى ذِي النُّونِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقُلْتُ كَيْفَ تَجِدُكَ فَقَالَ ... أَمُوتُ وَمَا مَاتَتْ إِلَيْكَ صَبَابَتِي ... وَلا رُوِيَتْ مِنْ صِدْقِ حُبِّكَ أَوْطَارِي
مُنَايَ الْمُنَى كُلُّ الْمُنَى أَنْتَ لِي مُنَى ... وَأَنْتَ الْغِنى كُلُّ الْغِنَى عِنْدَ إِقْتَارِي
وَأَنْتَ مَدَى سُؤْلِي وَغَايَةُ رَغْبَتِي ... وَمَوْضِعُ آمَالِي وَمَكْنُونُ إِضْمَارِي
تَحَمَّلَ قَلْبِي فِيكَ مَالا أَبُثُّهُ ... وَإِنْ طَالَ سُقْمِي فِيكَ أَوْ طَالَ إِضْرَارِي
وَبَيْنَ ضُلُوعِي مِنْك مَالا أَبُثُّهُ ... وَلَمْ أُبْدِ بَادِيَةً لأَهْلٍ وَلا جَارِ
سَرَائِرُ لَا تَخْفَى عَلَيْكَ خَفِيُّهَا ... وَإِنْ لَمْ أَبُحْ حَتَّى التَّنَادِي بِأَسْرَارِي
فَهَبْ لِي نَسِيمًا مِنْكَ أَحْيَا بِرُوحِهِ ... وَجُدْ لِي بِيُسْرٍ مِنْكَ يَطْرُدُ إِعْسَارِي ...