قَالَ أَبُو عَمْرو عُثْمَان بن سعيد بن عُثْمَان المقرىء رضى الله تَعَالَى عَنهُ الْحَمد لله الْمُنْفَرد بالدوام المتطول بالانعام خَالق الْخلق بقدرته ومدبر الْأَمر بِحِكْمَتِهِ لَا راد لامره وَلَا معقب لحكمه وَهُوَ سريع الْحساب
احمده على جَمِيع نعمه واشكره على تتَابع آلائه ومننه واسأله الْمَزِيد من أنعامه والجزيل من إحسانه وَصلى الله على البشير النذير السراج الْمُنِير نَبينَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله الطيبين الطاهرين وَسلم تَسْلِيمًا اما بعد فَإِنَّكُم سألتمونى احسن الله ارشادكم ان أصنف لكم كتابا مُخْتَصرا فى مَذَاهِب الْقُرَّاء السَّبْعَة بالأمصار رَحِمهم الله يقرب عَلَيْكُم تنَاوله ويسهل عَلَيْكُم حفظه ويخف عَلَيْكُم درسه ويتضمن من الرِّوَايَات والطرق مَا اشْتهر وانتشر عِنْد التالين وَصَحَّ وَثَبت عِنْد المتصدرين من الأيمة الْمُتَقَدِّمين فاجبتكم الى مَا سألتموه واعملت نفسى فى تصنيف مَا رغبتموه على النَّحْو الذى اردتموه واعتمدت فى ذَلِك على الايجاز والاختصار وَترك التَّطْوِيل والتكرار وَقربت الالفاظ وهذبت التراجم ونبهت على الشىء بِمَا يُؤدى عَن حَقِيقَته من غير استغراق لكى يُوصل