على العرش، ونزول الله تعالى ومجيئه و ... وغير ذلك (?).

فقد قاموا بتأويلها وصرف ألفاظها إلي غير ظاهرها هروبا من شبهة التجسيم والتمثيل فوقعوا في التعطيل والتحريف والقول على الله بغير علم.

فأولوا مثلا قوله تعالى: الرَّحْمنُ عَلَي الْعَرْشِ اسْتَوي (1) [طه: 5] (بمعنى استولى، مع أنه ليس في أي استعمال العرب اسْتَوى بمعنى (استولى) وإنما هو بمعنى (استقر) وإن كان في نظرهم أن تأويل الاستواء بالاستقرار فيه وصف الله تعالى بالمكانية و .. غير ذلك، فلا بد أن يعلموا أن الاستواء في جانب الله - عز وجل - يختلف عنه في جانب خلقه.

ويلاحظ خطورة القول بمثل ذلك التأويل الذي لا يحدّه حد ولا يضبطه ضابط الذي قاله علماء الكلام، إذ يترتب عليه أن يكون الصحابة والتابعون من المشبهة - والعياذ بالله - فقد كانوا يمرّون مثل تلك الآيات على ظاهرها بدون تأويل، ويردون إلي الله تعالى علم مراده منها.

وقد كان موقف علماء السلف من مثل تلك الآيات إمرارها على ظاهرها بدون تعطيل ولا تشبيه، فعند ما يقرءون يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [الفتح: 10] وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلي [الليل: 20]، فَإِنَّك بِأَعْيُنِنا [الطور: 48] (نثبت لله اليد والوجه والعين كما أثبتها لنفسه سبحانه، وتنزهه عن أن تكون هذه الأوصاف جوارح، فلا يعلم كنهها إلا هو سبحانه، (وكذلك مجيئه ونزوله وضحكه) بما يليق بجلاله سبحانه.

وقد سئل الإمام مالك - رحمه الله - عن قوله تعالى: الرَّحْمنُ عَلَي الْعَرْشِ اسْتَوي (5) (فقال: الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعه) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015