[5] تفسير القرآن العظيم: لابن كثير الدمشقي المتوفي 774 هـ:
ويعتبر تفسير ابن كثير في الدرجة الثانية بعد تفسير الطبري، اعتني فيه مؤلفه بكلام السلف في التفسير، قدم له بمقدمة مهمة في التفسير وأصوله، وطريقته فيه: أنه يورد الآية ثم يفسرها بآية إن وجد لها مفسرا ثم يتبع ذلك بإيراد الأحاديث المرفوعة التي تتعلق بالآية، ويبيّن ما يحتج به وما لا يحتج به منها، ثم يردف هذا بأقوال الصحابة والتابعين ومن يليهم من علماء السلف، كما نجد ابن كثير يرجح بعض الأقوال على بعض، ويضعف بعض الروايات ويصحح بعضها، ويعدل بعض الرواة ويجرح بعضا أخر، وهذا يرجع إلي ما كان عليه من التمكن من فنون الحديث وأحوال الرجال.
ومما يمتاز به ابن كثير أنه ينبه إلي ما في التفسير المأثور من منكرات الإسرائيليات ويحذّر منها على وجه الإجمال تارة والبيان تارة. كما امتاز بدخوله في المناقشات الفقهية ويذكر أقوال العلماء ويرجح في المسائل مما جعل كتابه حافلا. وبالجملة فقد قال عنه السيوطي في ذيل تذكرة الحفاظ: (إنه لم يؤلف على نمطه مثله) (?).
[6] الدّر المنثور في التفسير المأثور/ للإمام جلال الدين السيوطي ت 911 هـ:
وكتاب الدر المنثور جامع لكثير من أقوال السلف في التفسير، حتى قال السيوطي إن فيه بضعة عشر ألف حديث ما بين مرفوع وموقوف ... ويلاحظ أن السيوطي لم يتعرض لأي شيء لا لأحكام فقهية ولا قضايا حديثية ولا لغوية ولا بيانية، فقط هو يورد الآية ويسوق فيها الأحاديث تباعا بدون أي تعليق أو تدخل، ولا يضعّف ولا يصحّح ولا يجرّح ولا يعدّل .. أكثر من النقل عن