أرمينية فقدم بين يديه شمر بن العطاف الحميري في مائة ألف وسار يتبعه بالجمع فأخذ أرمينية وأخذ في دروب الأرض إلى عجز الأرض ما تحت بنات نعش وأبواب زوايا الأرض، ثم
قفل راجعاً حتى بلغ أذربيجان حتى بلغ إلى الصخرتين من أذربيجان وهما صخرتان قد تقابلا جبلان شامخان يحسر الطرف عنهما وليس يأخذ أخذ بأذربيجان إلا بينهما. فكتب في الصخرتين بالحميري المسند وسموا الحميري المسند لأنه على عدده وهو منثور مثله فكتب في الصخرة الواحدة أن الرائش ذا مراثد سيد الأوابد بلغ من الدنيا أمله وبقي ينتظر أجله فمتى ينقض يمض وتحته منقوش:
يا جابيا خرج خراسان ... ملججاً في أرض حران
فتحت أرض الهند مستأثراً ... يعفر الأول والثاني
يتبع قرن الشمس إن أشرقت ... حتى بدا نور الضحى قاني
سام على البيت مستعجلاً ... مقتحماً أرض أذربيجان
سينقضي الرائش بعد الذي ... نال ويبقى الناس في شان
وكتب في الأخرى:
إلا أن الزمان أطاع أمري ... وسوف أطيعه قهراً بقسر
ركبت الدهر إعصاراً عزيزاً ... سيسأم طول هذا الدهر دهري
يخادعني بأيام حسان ... ويقطع دائباً في ذاك عمري
لقد صبر الزمان على اعتزامي ... ليعلم أن عصاني كيف صبري
له أيد طوال عن قصار ... تناول ذا الورى خسري ويسري