ولا مذهب من خلف ما قد أتيته ... بني حمير خير الأنام الأكارم
قال عبيد: وقد قال يا أمير المؤمنين ابن عمه النعمان بن الأسود بن المعترف فيما كان من مسيره وما ذكر من رد الملك إلى حمير وأنعامه عليهم في ذلك شعراً - يقول فيه:
فأنت أبيت اللعن في كل شارق ... وفزت بملك ذي بقاء إلى الحشر
لعمري لقد جللت حمير نعمة ... وأفضيت من أكتافها الحي من بكر
فأرجعتها الملك الذي كان قد وهى ... فأنت أبيت اللعن ذو النعم الزهر
ولولا سليمان الذي كان أمره ... من الله تنزيلاً ووخى على قدر
لما كان أنس يبتغي أن يرومها ... ولا الجن إذ نحن إلا قاصم للظهر
ولكن قضاء كان تحويل ملكنا ... إلى ابن نبي الله داود ذي النصر
فذاك سليمان الذي كان أمره ... من الله تنزيلاً عليه وعن أمر
فنحن ملوك الناس قبل نبيه ... وقبل أبيه الحبر عصراً من الدهر
ونحن ملوك الناس والمقتدى بنا ... إلى أن يصير الملك حيناً إلى قهر
يكون نبي أمره غير واهن ... رحيم بذي القربى لطيف بذي الوتر
يكون له منا وأحمد اسمه ... غطاريف صدق في التعاون والنصر
وسوف بطا السودان أرض ابن حمير ... فتعمر عشراً أو قريباً من العشر
فيبتزها الملك الذي كان قد وهى ... شديد مقام الشخص منشرح الصدر
فيسلبها الملك الذي كان قد وهى ... نبي كريم النفس منشرح الصدر
أحمير سيري في البلاد لعزكم ... فإن المعالي لا تنال بلا قهر
قال عبيد: ثم انصرف من غزوته يا أمير المؤمنين، فلم يلبث حتى