لساحر من سحرة أرض بابل، قال لهم ميسعان: آمنت بما جاء به هود، ثم ساروا ومعهم ميسعان يعظهم حتى بلغوا موضعاً يقال له لكنة المعتال فأنزل الله عليهم ناراً بريح صرصر عاتية فأحرقتهم وخلص ميسعان فلذلك الموضع يسمى الحرقانهة إلى اليوم فانطلق ميسعان سالماً حتى أتى عاداً ليلاً أول رقده فاستوى على شرف من رمل ونادى بأعلى صوته وهو يقول شعراً:

قد منحت القوم رشداً ناصحاً ... فأبى لي النصح من قد وفدوا

آمنوا بالله وارضوا بالذي ... قال هود يال قوم اعبدوا

بعد أن ساروا وسألوا آية ... فرضوها بعد عقد عقدوا

جعلوا الآية فيهم نسبا ... كانتساب الأب لما وردوا

ثم قالوا إنما هم أرم ... وهي بحر عليها وكدوا

فرضي هود بما قالوا معا ... فسني المسك ولاح العمد

قد رضوها فرأوها نسبا ... واليها بعد عاد قصدوا

ثم خانوا بعد صلح ورضي ... وعهود لنبي عهدوا

إنما مهرج شؤم وبه ... عن هوى هود لعمري عمدوا

حلت النار لهم فاحترقوا ... وكذا النار عليهم تقدُ

أوقد النار عليهم خيرهم ... ما نجا غيري منهم أحد

ويل عاد يا ويل لهم ... قدموا شيئاً فها هم وجدوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015