الهند، فقتل المقاتلة وسبى الذرية وغنم الأموال، ثم رحل قافلاً إلى اليمن وخلف يعفر في اثني عشر ألفاً وأمره ببناء مدينة هناك، ففعل وأقام سنة. قال معاوية: وأي مدينة هي؟ قال عبيد: لا أدري ما اسمها إلا أن ملوكهم بها اليوم واسمها على اسم الرائش. قال معاوية:

كيف ذلك؟ قال عبيد: قال في ذلك رجل من حمير يقال له يونس بن سعد بن عمرو بن زيد ابن علاف بن ذي أنس بن يقدم بن الصوار شعراً يقول في ذلك:

من ذا من الناس له ما لنا ... من عرب الناس ومن أعجم

سار بنا الرائش في جحفل ... مثل مفيض السيل كالأنجم

يؤم أرض الهند غازلها ... يحوي بها الانجوج كالضغيم

ونستبي كل فتاة بها ... ريانة الخدين والمعصم

إن ولي الملك من بعده ... سليل ذا الملك إذا ينتمي

أعني به يعفر إذ جاءها ... يا حبذا ذلك من مقدم

في بحرها السجود يطوى له ... يوم يسير الملك المعلم

فصبح الهند بها وقعة ... هدت ملوك الهند بالصليم

وأقبل الرائش في ملكه ... وآب بالخيرات والأنعم

قال معاوية: فما صنع بعد ذلك؟ قال: أقام يا أمير المؤمنين دهراً أعلى ذلك حتى أتته هدية من قبل أرض بابل.

قال معاوية: وممن كانت الهدية لله درك يا عبيد؟ قال: من ملكها. قال: ولم ذلك وهم في عز ومنعة بأرض بابل؟ قال عبيد: إن الملوك يهادي بعضهم بعضاً. قال: مخافة أن يغزوه؟ قال: أظن ذلك، والذي كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015