فلما إن حسست الصبح أني ... نهضت كأنني هيق جفيل
فقمت خلال أبيات المحيا ... إلى جبل تطوف به الوعول
إلا يا ليت نفسي في أناس ... غداة آتاهم الأمر الجليل
نصبت لهم كمثلي في حياتي ... ولم أفعل كما فعل الجهول
إلا فابكي الأكارم من هلال ... فهم عوني الذين بهم أصول
وهلال، الذي ذكر أخو الذريعة - وبنو هلال بطنها الذين كانت منهم - ومما قال قدار عدو الله بعد عقر الناقة هذا الشعر:
هل لبطاح الأرض من نازح ... أم هل لفلق الطود من ناطح
أم هل لسقب عقرت أمه ... من آخذ يأخذ من جارح
لا فارقت ساعدها راحة ... لم ترتعش من صيحة الصائح
ما هاله ما هال من قبله ... من باكر منها ومن رائح
لم يخش أن ينظرها صالح ... فاخلف المظنون من صالح
قدار لا تسأل ولا تنتزع ... ولا تزل في العمل الرابح
فأجابه رجل من المسلمين من أصحاب صالح صلى الله عليه فأنشأ وهو يقول:
يا فعلة أردت قداراً وكم ... راح لها من هاتف صائح
جاء قدار وأبوه معاً ... على ثمود بالردى الجائح
لا ناقة الله رعوا حقها ... فيهم ولا موعظة الناصح
سما رجال حاولوا عقرها ... من باكر منهم ومن رائح
جاءوا بعوجاء لها عائد ... صارت عليهم شفرة الذابح
يومهم يوم المحيا بما ... لاقوا من اليابس والناصح
قد كان فيهم لكم عبرة ... لو قصدوا المنهج الواضح
فأبصروا اليوم بما قبله ... قد يعرف القابل بالبارح