وساروا يريدون الناقة في يومهم ذلك في يوم وردها، فانطلقت معهم عنيزة الفاسقة معها ابنتها قد زينتا وألبستها ثوباً معصفراً وقلدتها بدر وياقوت، وسارت معها صدوف على مثل ذلك حتى أتوا على طريق الناقة التي تصدر منها، وكمن لها قدار في أصل شجرة على طريقها، وكمن لها مصدع في أصل شجرة. فلما صدرت الناقة من الماء وقف الرجلان عنها وجبنا عن عقرها واستعظما أمرها. فلما رأت ذلك عنيزة وعرفت حالهما أخذت دفها وجاءت بابنتها الرباب حتى وقفت على رأس قدار، وأنشأت تقول:

فدت نفسي لقدار أعز قومي ... ومفزعهم إذا المكروه نابا

به عزت ثمود فإن دعته ... ليكشف كربة عنها أجابا

وكان لها لدى الحدثان حصناً ... يذل من الأولى عز الرقابا

أطاعته ثمود فعز طرا ... وأحصنها كما أوتوا كتابا

فقدم للذي أكدت عهداً ... لعلك في المكاره أن تهابا

ولا تجبن فإن الجبن عار ... وكان أبوك يكره أن يعابا

فقد أشبهته جوداً وبأساً ... ولم تشبه صميماً ولا ذؤابا

فأنقذ من يحول الشر قومي ... فلست بمتبع فيها عقابا

وطفقت تضرب بدفها وأقبلت صدوف الفاسقة في زينتها حتى وقفت على رأس مصدع وهي تضرب بدفها وتنشد هذا الشعر:

الآن الشعر أحلو لي وطابا ... وودعنا المكاره والتبابا

ونؤتى بالذي نهوى جميعاً ... ونهدي نحو مصدعنا الشرابا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015