وكانت العامة من ثمود عند ذلك قد خشوا أن يموتوا تلك الساعة. فقام فيهم نفر من مشايخهم - مشائخ الكفر والضلالة - منهم: ريان بن صر - صاحب كهانتهم - والجناب بن خليفة وذؤاب - صاحب أوثانهم - فكلموا ثمود ونهوهم وزجروهم عن الإسلام. وقول الله عز وجل {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى}. يقول: هداهم أراهم آية عظيمة فاهتدوا وأبصروا ثم استحوذ عليهم الشيطان وأطاعوا سادتهم وكبراءهم فارتدوا إلى الكفر وهو العمى.

قال عبيد: سمعت ابن عمك يقول ذلك. قال: صدقت فخذ في حديثك. قال عبيد: وثبت جندع بن عمر رئيسهم وسيدهم على الإسلام وناس معه حتى ماتوا - رحمهم الله وغفر لهم - وكان شهاب بن خليفة بن عمرو قد أسلم مع جندع بن عمرو، ثم رجع عن ذلك مع من رجع وارتد مع ثمود، فدعاه جندع بن عمرو إلى الإسلام فعصاه فكان ممن استحب العمى على الهدى، فخاب. وفي ذلك يقول رجل من المسلمين اسمه مهوش ابن علقمة شعراً فأنشأ يقول:

دعونا عصبة من آل عمرو ... إلى دين الإله دعوا شهابا

عزيز ثمود كلهم جميعاً ... فيأبى أن يجيب ولو أجابا

لا صبح آمناً فينا عزيزاً ... وما عدلوا بصاحبهم ذؤابا

ولكن الغواة من آل حجر ... تولوا بعد رشدهم ارتيابا

قال: ومكثت الناقة في أرض ثمود بين أظهرهم ترعى الشجر وتشرب الماء، ثم أن صالحاً عليه السلام خشي عليها سفهاء ثمود فزجرهم عنها وأوحى الله إليه بذلك.

قال: يا معشر ثمود {هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015