أن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء}. قد سمعت ابن عمك يقول: أصابك بعض آلهتنا بجنون، قال هود: {إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه} الآية. وسمعت ابن عمك يقول: إني بريء من آلهتكم الذين تزعمون أنها أصابتني بسوء فأصيبوني بأعظم من ذلك أن أخببتم، وقوله تعالى: {أتبنون بكل ريع آية تعبثون} - يعني بكل نجد - والربع هو النجد مما ينصبون من الحجارة في النجاد وهي للنائي. سمعت ذلك من ابن عمك أيضاً.
قال: صدقت يا عبيد وجئت بالبرهان الواضح، فحدثني عن هود. قال: نصح لهم هود بجهده وآتاهم بالحق من ربه، فلم يزدادوا إلا طغياناً وكفراً وتمادياً في معصيته. وأسلم مع هود منهم نفر يسير لا يبلغون أربعين رجلاً وأسلم رجل من أشرافهم وساداتهم وذوي أحسابهم يقال له: أبو سعيد بن سعد بن عفير، وكان يكتم إيمانه - وهو رأس الوفود وصاحب البر والتقوى وودها - وقد بلغني يا معاوية إنه كان سائراً ذات يوم إذ مر بجماعة منهم في نادي قومهم فدعاهم إلى الله ووعظهم فحمل عليه رجل من سفهائهم بحجر فأدمى كعبه، فدعا عليهم هود عليه السلام أن يبتليهم الله بالقحط ويحبس القطر عنهم ثلاث سنين، فاستجاب الله له فحبس عنهم المطر وابتلاهم بالقحط ثلاث سنين حتى جهدهم ذلك. قال معاوية: لله أنت يا عبيد فهل قيل في ذلك شعراً؟ قال عبيد: نعم. قال: فاسمعني ذلك. قال: لما دخلت السنة الأولى عليهم علموا أنها سنة قحط وأزمة فسموها حجرة. فقال
في ذلك رجل من المسلمين - يقال له حماد هذا الشعر: